على ما يبدو تسابق الزمان الحالي بالذهاب بأوضاع العمال إلى الماضي، إلى الوقت الذي كان يشهد عمليات السخرة والاستعباد.
أن تعمل لمدة 148 يوما، مما يعني مدة 5 أشهر، بشكل متواصل من دون راحة هو أمر ليس فقط غير ممكن إنسانيا، بل هو لا يكاد يصدق في هذا الزمن.
لا وقت للراحة للعمال الوافدين الأجانب، الطريق لكأس العالم المفترض عام 2022 في قطر معبد بدم العمال الأجانب، وليس بعرقهم فقط.
وأصدرت مؤسسة “إمباكت” الموجودة في بريطانيا، التي تقوم على مراقبة مدى التزام قطر بمعايير العمل وشؤون العمال في مشاريع كأس العالم 2022، تقريرها السنوي الثاني بشأن أوضاع عمال مشاريع كأس العالم في قطر.
ولم يذكر التقرير أعداد الوفيات في صفوف العمال خلال العام الماضي، هذا رغم وقوع وفيات، كان منها وفاة عامل البناء البريطاني “زاك كوكس” الذي سقط من ارتفاع نحو 40 مترا، وأرجعت الصحافة البريطانية أسباب وفاة العامل للفوضى غير المهنية والخطيرة التي ينتهجها القائمون على مشاريع كأس العالم في قطر.
وتتخوف مؤسسات بحثية وجهات صحفية من أن قطر ستشهد وفاة 4000 عامل خلال أعمال كأس العالم حتى العام 2022. ووجد تقرير مؤسسة “إمباكت” أن العمال يعملون لـ 14 ساعة يوميا وهو أكثر بأربع ساعات من عدد الساعات المنصوص عليها في القانون القطري نفسه.
ووجد التقرير أن عددا من العمال عملوا لفترات متواصلة طويلة من دون راحة أو عطلة، تتراوح بين 124 و148 يوما. كما كشف أن معظم الشركات القائمة على مشاريع كأس العالم في قطر قد أقدمت على تجاوزات خطيرة، منها أن ساعات العمل أحيانا تجاوزت 72 ساعة عن معدل الساعات الأسبوعي.
وأشار أيضا إلى أنه العمل لهذه الأيام الطويلة بشكل متواصل ليس خطيرا فقط بسبب الجهد البدني المبذول خلال العمل، بل بسبب ظروف العمل المناخية أيضا، التي تكون في درجات حرارة مرتفعة جدا، وهي ما تهدد حياة العمال بالموت